كشف المدير التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني الدكتور بندر القناوي، أن مشروع الغسيل الكلوي التابع لمشروع مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للأعمال الإنسانية، والذي أنشىء على ثلاث مراحل سوف يعتني بـ 6 آلاف مريض من أصل 14 ألف مريض يحتاجون إلى الغسيل، مبينا في الوقت نفسه أن قضية الإنسان بكافة أبعادها وكامل تفاصيلها تظل حاضرة في وجدان خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – وأن يعيش المواطن بأفضل ما تكون عليه الحياة، وحينما يتعلق الأمر بالمرضى من أبناء وطنه يريد لو استطاع أن يأخذ أنات الوجع من أفواههم وأن يطبب جراحهم.
وأبان ان هذه الرؤية تحولت إلى واقع يقدم الخدمات الإنسانية من خلال المؤسسة التي احتضنت العديد من المشاريع الإنسانية، منها مشروع رعاية مرضى الكلى بسعة ١٠٠٠ جهاز أمر – حفظه الله – بتوفيرها بأحدث وأرقى المراكز المتخصصة التي تكفل بميزانيتها على مدار ٧ سنوات، وبتكلفة سنوية تتجاوز 400 مليون ريال وتم توزيعها بحسب الاحصائيات والدراسات لكل المناطق واحتياجها بالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء.
وأوضح الدكتور القناوي خلال الموتمر الصحفي، الذي عقد ورئيس تحرير صحيفة عكاظ الدكتور هاشم عبده هاشم، ورئيس تحرير صحيفة المدينة الدكتور فهد آل عقران، ومدراء مكاتب الصحف بجدة وقيادات الشؤون الصحية بالحرس الوطني للمشروع الخيري، أن جميع المراكز تعمل بكادر سعودي بنسبة 95 بالمائة مستعرضاً ما تحقق في المرحلة الأولى للمشروع الإنساني.
وأفاد المدير التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع، وهي إنشاء مركز غسيل بجدة والرياض بمواصفات عالمية، وأيضا المرحلة الثانية بالمدينة المنورة بسعة 48 سريرا، ومكة المكرمة بسعة 100 سرير، وسوف تشغل بعد موسم الحج ومنطقة القصيم وحائل ورفحاء، أما فيما يتعلق بالمرحلة الثالثة فهي تحت الدراسة وستكون هناك خطة مراكز غسيل متنقلة، تستهدف المحافظات الصغرى والبعيدة عن المراكز الأم، مشيرا إلى أن مدة تجهيز المباني بشكل كامل لا تتجاوز الأربعة أشهر فقط.
وأكد القناوي أن مركز الغسيل الكلوي بجدة يحظى بإشراف مباشر وتشغيل الحرس الوطني بالكامل، وانه يضم 204 أجهزة للغسيل مستوردة من أقوى الشركات العالمية لصناعة الأجهزة الطبية، ويستوعب 65 مريضا في اليوم الواحد والعدد في تزايد بشكل اسبوعي، وقد بلغت التكلفة أكثر من 400 مليون ريال لتشغيلها، وذلك يدل على الدعم المتواصل من خادم الحرمين الشريفين للرعاية الصحية، منوها إلى أن كل دكتور مختص يشرف على 10 أجهزة حتى تقدم الخدمة للمغسل بشكل جميل واهتمام أكبر.
وحول استهلاك المريض من الماء أثناء غسيل الكلى، أبان الدكتور القناوي أن المريض الواحد يستهلك أكثر من 180 ليترا من الماء بشكل متواصل في الجلسة، وأن التكلفة لمرة واحدة من الغسل هي 400 ريال، ولكن هنا لا نأخذ أي مبالغ من المرضى.
ولفت القناوي إلى أن فكرة إنشاء هذه المراكز تأتي إثـر اطلاع خادم الحرمين الشريفين على التقارير التي تتناول تفاقم أمراض الكلى في المملكة، كما جاء في تقرير المركز السعودي لزراعة الأعضاء في عام 2012م، الذي أشار إلى وصول عدد المرضى المعالجين بالتقنية الدموية إلى 12844 مريضا، وذلك ما يشير لمعدل انتشار الفشل الكلوي بما يعادل 499 حالة لكل مليون نسمة في السنة، بينما بلغ عدد المرضى الجدد الذين يعالجون بذات التقنية في العام نفسه 3666 مريضا، وتتوقع الدراسات أن يرتفع عددهم خلال العام الجاري 2014م إلى 15000 مريض، وذلك لأسباب عدة من أهمها الإصابة بارتفاع ضغط الدم وداء السكري والسمنة والتدخين وانسداد المسالك البولية. تلك التقارير دفعت المليك – حفظه الله – للمسارعة في تبني مشروع مؤسسة الملك عبدالله الإنسانية لرعاية مرضى الكلى وعلى نفقته الشخصية، وهو مشروع إنساني بامتياز، لأنه يعتمد على توفير خدمة الغسل الدموي بأحدث وأرقى التقنيات الطبية وبالمجان لكافة أبناء الوطن.
وأشار المدير التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني إلى أن المشروع شهد أوقاتا قياسية في التخطيط والدراسة والتنفيذ، وبإشراف ودعم إداري وإشرافي من الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني خلال زمن قياسي، وهو ما تحقق بعد أن تحول إلى مبنى مخصص، ليكون مجمعا تسويقيا إلى مركز طبي متخصص لغسل الكلى أقيم على مساحة ٧٥٨٦ مترا مربعا، ويضم ثلاثة أدوار وبسعة ٢٠٤ أجهزة تم الانتهاء منه وتشغيله خلال ستة أشهر فقط.
وإلى جانب الالتزام بالمعايير الطبية العالمية لمكافحة العدوى، انطلقت خدمات المراكز المخصصة لغسل الكلى في مرحلتها الأولى في العاصمة الرياض بواقع فرعين، الأول مركز جنوب الرياض: ويقع في حي شبرا على مساحة تبلغ 3200 متر مربع، ويضم 98 وحدة غسل كلوي، والثاني مركز شمال الرياض في حي الياسمين المقام على مساحة تقدر بـ 3291 مترا مربعا، ويضم 128 وحدة غسل، إضافة إلى فرع ثالث في مدينة جدة يقع على طريق الملك عبدالله، ويضم 204 وحدات غسل للكلى، على مساحة إجمالية تبلغ 7586 مترا مربعا، وتم لهذه الغاية توفير ألف جهاز معزز بأحدث تقنيات الغسل الدموي في هذه المراكز، ليكون المخصص منها حتى الآن للرياض وجدة 475 جهازا وتمت خلال ستة أشهر فقط. وتشمل المرحلة الثانية مراكز مماثلة سيتم افتتاحها في مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال ما بين ٣ و٤ أشهر. وقد تم اختيار موقع في حي الشهداء على مساحة تتجاوز ٢٢٥٥ مترا مربعا، ويتكون من دورين ويضم ٥٢ وحدة غسل، فيما تم اختيار مركز تجاري مخطط الحمراء تم تحويله إلى مركز متخصص على أعلى مستوى خلال أشهر قليلة، وتبلغ سعته أكثر من ٤٨٧٥ مترا مربعا ويتكون من ٤ أدوار. كما خصص مركز في حي الملك عبدالله بحائل بسعة ٨٥٠ مترا مربعا يتكون من 4 أدوار ويضم ٣٧ وحدة غسل. وتم اختيار موقع في محافظة رفحاء على مساحة 3 آلاف متر مربع ويتكون من ٣ أدوار وبسعة ٢٠ وحدة غسل، بالإضافة إلى إنشاء مركز في القصيم خلال الفترة القادمة. وتشتمل مرافق المشروع الإنساني والخيري إلى جانب الألف جهاز مع كافة مستلزماتها، على مبان مجهزة ومصممة وفق أعلى معايير الجودة. وتتوفر فيها كل المرافق اللازمة لتقديم خدمة طبية نوعية من أجهزة التناضح العكسي، إلى النظام الكهربائي الذي يضمن استمرارية التيار بمولدات احتياطية، ومحطات خاصة للغازات الطبية. وتم التعاقد مع شركات متخصصة ورائدة في خدمات التشغيل والإدارة، إلى جانب ربط هذه المراكز بشبكة عنكبوتية واحدة لضمان استفادة المريض في موقعه من خدمات هذه المراكز.