شهد اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية المصرية، التي يتنافس فيها وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي، ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، إقبالا كبيرا من جانب الناخبين، سواء في محافظات القاهرة الكبرى أو باقي محافظات الجمهورية.
وأدلى السيسي بصوته في لجنته بمدرسة الخلفاء الراشدين بمنطقة مصر الجديدة، وسط تكثيف أمني واحتشاد للناخبين، الذين توافدوا قبل فتح اللجان في تمام التاسعة صباحا، وحرص السيسي خلال دخوله اللجنة على مصافحة عدد من الناخبين وأفراد الأمن والقضاة المشرفين على لجان التصويت، فيما ردد الناخبون عدة هتافات مؤيدة له أثناء مغادرته، رافعين صوره إلى جوار أعلام مصر. واكتفى السيسي بتصريح مقتضب أثناء إدلائه بصوته، قائلا: إن “مصر تكتب تاريخها وتسطره، العالم يتابع المصريين اليوم، ويشاهدهم”.
وفاجأ السيسي الجميع بانحنائه لإحضار نظارة أحد الناخبين التي سقطت على الأرض أثناء خروجه من لجنته بمصر الجديدة بعد الإدلاء بصوته، في مشهد لافت للنظر.
وكانت الشركة المكلفة بتأمين السيسي، قد وضعت خطة أمنية مشددة لعملية إدلائه بصوته، وتضمنت الخطة أن يتم قيد اسمه في لجنتين انتخابيتين، الأولى لجنته الأصلية بمنطقة مصر الجديدة، التي أدلى فيها فعلا بصوته بمدرسة الخلفاء الراشدين، والثانية بمحافظة الجيزة، إذ تم قيد اسمه يوم 10 مايو الجاري في كشوف الناخبين الوافدين بمحافظة الجيزة كإجراء احتياطي، وذلك تحوطا من حدوث أي مخططات لاستهدافه من قبل التنظيمات الإرهابية، إذ إن القانون يجيز ذلك بالنسبة لأي مواطن مصري.
وكانت تقارير أمنية قد أشارت إلى وجود جماعات وتنظيمات إرهابية تنوى استهداف المشير حال الإدلاء بصوته باللجنة المقيد بها بمصر الجديدة، وهو ما تأكد من خلال الأحداث التي شهدتها منطقة مصر الجديدة عشية انطلاق الانتخابات الرئاسية، إذ قام بعض أعضاء وأنصار تلك التنظيمات الإرهابية بإضرام النيران في الإطارات وقطع الطرق كسيناريو وبروفة لأحداث العنف المتوقعة وتطبيقها حال قيام المشير بالإدلاء بصوته بمصر الجديدة، وكلها عمليات لم تمنع السيسي من الإدلاء بصوته في لجنته الرئيسة بمصر الجديدة”.
في المقابل، أدلى حمدين صباحي بصوته في الانتخابات الرئاسية بمقر لجنته الانتخابية في العجوزة، مضيفا، في تصريحات له أثناء إدلائه بصوته “أثق في وعي الشعب المصري، ومصر ستنجح في بناء تجربة ديموقراطية حقيقية، والله سيكون معنا”.
من جهته، قال الرئيس الموقت المستشار الرئيس عدلي منصور، الذي أدلى بصوته بمنطقة مصر الجديدة، إن “انتخاب رئيس جديد للبلاد من شأنه أن يمثل دفعة قوية لمصر على طريق مواجهة التحديات الاقتصادية الحالية لبناء مصر المستقبل”.
وبدوره، قال رئيس الوزراء إبراهيم محلب: “أقسمت وحكومتي على أن تمر الانتخابات بحيادية تامة، وهناك الآلاف من المراقبين يتابعون الانتخابات التي تسير بشكل مطمئن، ونزول الشعب المصري الانتخابات اليوم، يعبر عن رغبته في بناء بلده ورجال الشرطة تحمي مصر”.
ووصف وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم، إقبال المصريين على الإدلاء بأصواتهم أمس في اللجان الانتخابية، بأنه “مدعاة للفخر والاعتزاز بالنفس”، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية ستكون عند حسن ظن الجميع، ولن تسمح بأي محاولة من أي جهة أو شخص لتعكير صفو العملية الانتخابية مهما كان الثمن.
وكانت السلطات الأمنية قد اتخذت إجراءات أمنية مشددة خلال هذه الانتخابات، فقد تم نشر عشرات الآلاف من أفراد الجيش المصري لتأمين الانتخابات، وانتشرت قوات المنطقة المركزية العسكرية مدعومة بعناصر من القوات الخاصة والشرطة العسكرية انتشرت في نطاق القاهرة، التي تضم العدد الأكبر من الأصوات الانتخابية بأكثر من 23 مليون ناخب.
وتستمر عملية الاقتراع حتى التاسعة من مساء اليوم، في وقت نفى الأمين العام للجنة العليا للانتخابات، النية لمد التصويت بعد التاسعة مساء، أو ليوم لثالث، فيما تتم تحت إشراف قضائي كامل يشارك فيه قرابة 54 مليون ناخب لهم حق التصويت، تحت إشراف 16 ألف قاض من القضاء والنيابة العامة ومختلف الهيئات القضائية، يتولون الإشراف على 13 ألفا و899 لجنة انتخابية فرعية، في حين يتولى الإشراف على تلك اللجان الفرعية 352 لجنة انتخابية عامة على مستوى الجمهورية، فيما يشارك الاتحاد الأوروبي في متابعة الانتخابات بدعوة من السلطات المصرية، بعدد يبلغ 155 متابعا، تم توزيعهم على مراكز الاقتراع في جميع المحافظات، ما عدا شمال وجنوب سيناء، بسبب التدهور الأمني، إذ ينحصر دورهم في المتابعة وليس المراقبة.
اغتيال عضو في حملة “المشير”
اتهم مسؤولو حملة المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي، عناصر جماعة الإخوان المسلمين، باغتيال عضو المكتب التنفيذي للحملة بمنطقة “ناهيا” بالجيزة محمد فتحي. وقال عضو لجنة الشباب بالحملة حسام حازم، “تعرض عضو المكتب التنفيذي الذي اغتيل بالجيزة إلى الضرب المبرح أمام منزله من عناصر الجماعة، بعد تهديدات استمرت لمدة 48 ساعة”. وقال المتحدث باسم الطب الشرعي الدكتور هشام عبدالحميد، إنه تم الانتهاء من تشريح جثة فتحي، إذ تبين أن وفاته حدثت “نتيجة طلق ناري دخل من أسفل يمين البطن وخرج من أسفل الظهر، مما أدى إلى تهتك بالأوعية الدموية”.
.. وطابور انتخابي يشهد ولادة “السيسي الصغير”
شهدت لجنة ميامي “شرق الإسكندرية” حادثة فريدة من نوعها خلال أول أيام التصويت على انتخابات الرئاسة المصرية، إذ أصيبت سيدة بآلام المخاض أثناء وقوفها في طابور الناخبات، وتم نقلها بواسطة سيارة الإسعاف المتوقفة في محيط اللجنة إلى مستشفى الشاطبي، وهناك وضعت طفلا أسمته “السيسي” تيمنا بالمرشح الرئاسي.
وقالت وزارة الصحة المصرية في بيان لها، إن الناخبة تدعى سوزان عبدالقادر، وتبلغ من العمر 30 عاما، وقد أصرت على المشاركة في الانتخابات رغم اقتراب موعد ولادتها، ونزلت ووقفت في طابور الناخبات، وعند نقلها إلى المستشفى وضعت مولودا ذكرا بادرت إلى إطلاق اسم “السيسي” عليه فور ولادتها.
وكان لافتا حرص أفراد القوات المسلحة على مساعدة المرضى والمعاقين وكبار السن لممارسة حقهم في التصويت في الانتخابات. وهو ما حدث في اللجنة الفرعية رقم 8 بمدرسة شبرا الخيمة، إذ قدمت السيدة فتحية علي الشكر لرجال الجيش على مساعدتها على الوصول إلى اللجنة للإدلاء بصوتها.
وتكرر الأمر نفسه مع السيدة تريزة غبريال، التي كادت أن ترحل دون أن تتمكن من التصويت بسبب ازدحام طوابير الناخبات في منطقة شبرا مصر، لكن عناصر من القوات المسلحة ساعدوها على الدخول إلى لجنة الانتخابات وممارسة حقها في التصويت.