أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كِبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله، أن المال يُعتبر من نعم الله على العباد، وصورة من صور الزينة؛ مشيراً إلى قوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً}.
وقال: “لقد اهتم الإسلام بموضوع المال؛ فأمر باكتسابه من الطرق المباحة، ونهى عن إضاعته في أي صورة كانت؛ حيث حرّم الربا والسرقة وإنفاق المال في المعاصي”.
وأضاف، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، في جامع الإمام تركي بن عبد الله بمنطقة قصر الحكم وسط مدينة الرياض: “نؤكد على حرمة التبذير، ونشير إلى أن من صُوَر الإسراف ما يحدث في بعض العبادات كالوضوء والغُسل، وكذلك إطالة الصلاة حتى يمل منها ويقل خشوعه فيها”؛ مستشهداً بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرأ القرآن كله في ليلة.
وأردف المفتي: “نحذر من الإسراف في ولائم الزواج، والمغالاة في المهور من المنكرات، وكذلك الإسراف في المباحات؛ كسوء استخدام المياه وإهدارها في غسيل الحدائق والسيارات بشكل خارج عن المعقول، والإسراف في المطاعم الشهية والمشروبات بشكل يخرج عن المألوف؛ حيث قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.
وحذّر كذلك من الإسراف في الملابس بين النساء، وعرضها بمبالغ كبيرة، والإسراف في التباهي والمحاكاة؛ مُرجعاً أسباب الإسراف في مجتمعاتنا إلى سوء التربية والحرص على المباهاة والفخر؛ داعياً إلى القصد في كل الأمور.