انتصر حكم للمحكمة الإدارية، لأمانة العاصمة المقدسة، ببطلان دعوى مواطن ادعى ملكيته لـ100 ألف متر مربع، ، بعد أن ربط هذه المساحة بأرض أخرى مساحتها 32 ألف متر مربع مملوكة له بصك شرعي، اتهم فيها الأمانة بأنها حورت مسارات السيول على أرضه، قبل أن تفند الأمانة الدعوى بحجة عدم امتلاكه للأرض، فضلا على أن التحوير أتى على الأرض في المسار الطبيعي وغير المعدل.
جدل في القضية
أحدثت مسارات السيول في مكة جدلا بعدد من المخططات، جراء تحوير عدد من المواطنين مسارات السيول والبناء فيها، الأمر الذي دفع المحكمة الإدارية لإصدار حكم ببطلان دعوى مواطن وضع يده على 100 ألف متر مربع في منطقة الحسينية جنوب العاصمة المقدسة.
وقال مصدر في أمانة العاصمة المقدسة، إن المحكمة الإدارية حكمت على أمانة العاصمة المقدسة بنزع ملكية مواطن بمساحة 132 ألف متر مربع، بحجة أن الموقع يقع ضمن مسارات السيول وأن الأمانة أخطأت بتحوير مسارات السيول عن مكانها، وأشعرت في حينه بخطئها وضرورة تسليمها الموقع.
وأبان المصدر أن المواطن ادعى أن عقاره أدخل ضمن مسار السيل بدون وجه حق، لأن الأمانة هي من قام بتحوير مجرى السيل الطبيعي للأرض، وعلى إثر ذلك جرى تشكيل لجان ذكرت أن الموقع تم تحوير للمسار عليه، وهو الأمر الذي دفع المواطن لشبك الـ32 ألفا المملوكة بالصك مع الـ100 غير المملوكة، وعلى إثر ذلك حكم للمواطن.
إبطال الحكم
وأفاد المصدر أنه جرى إبطال الحكم نظير عدم امتلاك المواطن للأرض، ناهيك أن الأرض في المسار الطبيعي وليس المعدل «ما عدل بفعل تعديات المواطنين»، وهو ما أحدث تحورا في المسار الطبيعي، ليتضح أن الأرض جميعها في المسار الطبيعي المعدل، وحكمت بذلك المحكمة الإدارية وصدقت الاستئناف ببطلان هذه الدعوى، بعد أن قدمت لائحة اعتراضية تفصيلية في الموضوع.
تجنب الشراء
ودعت أمانة العاصمة المقدسة وفق ما ذكره المصدر، إلى التنبه لمسارات السيول، وتجنب شراء عقارات في أراض غير مملوكة بصكوك شرعية ومخططة من أمانة العاصمة المقدسة، وعدم وضع اليد على العشوائيات، وتجريم البناء في تلك المناطق التي تهدد أرواح الناس، وتجرف الممتلكات بحكم أنها أراض غير صالحة للبناء وتهدد سلامة المواطنين.
خطر حقيقي
وأفاد الخبير العقاري عضو لجنة التثمين الشريف محسن السروري، أن الأحياء الشرقية من العاصمة المقدسة يجري بها سيلان يعتبران من أخطر السيول في مكة، وهما سيلا عرنة نعمان وفي حالة تلاقيهما يشكلان خطرا حقيقيا على تلك الأحياء لتهديدهما لكثير من الأحياء العشوائية في تلك المنطقة، وهما من أهم الأمور التي تحتاج إلى دراسة كبيرة ومستفيضة، ويمكن إجراء دراسات تصورية استكشافية لاكتشاف المنطقة عن طريق الأقمار الصناعية ومعرفة مدى انتقال السيول بها.
دراسات مسحية
وأوعز السروري إلى أهمية أن تكون هناك دراسات مسحية واستقصائية لدراسة 42 مخططا معرضة للسيول في العاصمة، والذي يلاحظ في أسماء تلك المخططات يعرف أن 70% منها في مناطق الحسينية وملكان، والتي تشهد مواجهة حقيقية مع تلك السيول.
وأشار محسن السروري، إلى أن إدارة الدفاع المدني في مكة أوصت أن تقوم الجهات ذات العلاقة بإزالة جميع المنشآت والعوائق والمزارع التي في بطون الأودية ومجاريها، والتي تشكل خطرا ببقائها في الوقت الحالي أو التي تغير من اتجاه جريان تلك السيول إلى مواقع أخرى قريبة منها، وتكليف الجهات ذات العلاقة بوقف جميع المخططات غير المعتمدة.