أصدرت المحكمة الجزائية بالمدينة المنورة حكم بسجن أب ثلاثة أشهر وأخذ تعهد عليه بعد قيامه بتعذيب طفله القاصر وإساءة معاملته وذلك بضربه بشده وتوريعه وتهديده.
وتشير التفاصيل إلى تقدم مواطن يعمل مديراً لأحد المدارس بالمدينة ببلاغ إلى مركز شرطة العقيق عن ملاحظة أحد المعلمين أن لديه طالب (عربي الجنسية) توجد إصابات في جسده، فتم إحضار الطفل وعند استيضاحه ذكر في بادئ الأمر بأنها من جراء سقوطه، وعند طلب رقم هاتف والده منه إنهار وشرع في البكاء والصراخ طالباً عدم مهاتفته، حيث إن جميع ما به من إصابات من والده.
وفي اليوم التالي حضر الطالب إلى المدرسة وهو متعرض للإصابات جديدة وقد صدر بحق الطفل التقرير الطبي الإبتدائي الصادر من وزارة الصحة بالمدينة المنورة المتضمن وجود إحمرار بالعين اليسرى وكدمات متفرقة على الجسد والرأس وكسر في الساعد الأيمن وجروح سطحية متفرقة باليدين والفخذين ، وحول فتحة الشرج ، وقد حددت مدة شفاء بعض تلك الإصابات بسبعة أيام.
وصدر أيضا التقرير الطبي النهائي الصادر من مشفى المدينه للنساء والأطفال، المتضمن معانات الطفل من نزيف سطحي في الدماغ ونزيف في العين اليسرى وكسر في التجويف الداخلي للعين وجرح يدل على أثر حرق او كي في رأسه وآثار حروق متعددة الحجم والمقاس وحديثه في منطقة الفخذين وكدمات متعدده في الوجه والساقين حديثه وقديمه , وكسر في الذراع الأيمن، وقد حددت مدة الشفاء أنها لا تقل مدة العلاج والراحة عن ثلاثه أسابيع.
وقال الطفل الطفل (10 أعوام) أمام المحكمة بأن والده يقوم بضربه من حينٍ إلى آخر بعصا الستارة والتي كسرها على جسده، كما أنه يضربه بحديده وبالحذاء وبحاوية النفايات ويضعها على رأسه، وقد أحدث له جميع الإصابات التي لحقت به، ويقوم بتجريده من ملابسه و تعذيبه كالبهائم (عذاب الحمير) – على حد وصفه -، ونزع أظافره بمقص الأظافر وبحديدة، وتهديده باصطحابه إلى الصحراء لتعريضه لأكل الذئاب له، مضيفاً بأنه سبق أن قام بكسر يده قبل فترة، قدّر الطفل أمدها بالفصل الدراسي الأول، حيث قام برفعه وإلقائه على الأرض، كما أوضح أن إصاباته الحرقية لم تكن من جراء حرق أو كي حيث كانت بسبب ضرب والده له بسلك ( واير)، مؤكداً بأنه لا يعلم عن سبب قيام والده بذلك حيث إنه يقوم بضربه وهو يضحك ودوناً عن بقية إخوانه.
واعترف الأب بقيامه بضرب ابنه، وذلك بيده وركله بقدمه واستخدامه لعصا خشبيةٍ ، وبخرطوم المغسله (واير الغساله البلاستيكي) ، وبالحذاء الرياضي الخشن ومسئوليته عن جميع الإصابات التي لحقت به – عدا إصابة الرأس، مضيفاً بأنه كان يقوم بذلك منذ شهرٍ أو شهرين تقريباً على فتراتٍ بين الفينة والأخرى بسبب كذبه، وقد كانت آخر مرة قام فيها بذلك قبل البلاغ بيومٍ أو يومين. كما أعترف بتهديده لطفله بأن الكذب عقوبته الإلقاء في الصحراء ليحيى وحيداً هناك.
وقالت المحكمة أنه ثبت لديها قيام الأب بضرب ابنه البالغ من العمر عشر سنوات بيده وبعصا خشبيةٍ وبخرطوم مغسلةٍ وبحذاءٍ وركله بقدمه وتسببه بالإصابات التي لحقت به في جسمه كما أن التهمة تتجه نحوه بالشروع بالتهديد بإلقائه في مهلكةٍ و تسببه بإصابته التي بالرأس وعلى ذلك فإنه يستحق التعزير، فأصدرت المحكمة حكم بسجن الأب ثلاثة أشهر وإنذاره بعدم العودة لمثل ما بدر منه وصادق الاستئناف على الحكم.