في الوقت الذي بدأ الطلب يتزايد على تذاكر نهائي كأس السوبر السعودي خلال منافذ البيع في ملعب “الكوينز بارك” بلندن، والذي يحتضن النهائي الكبير بين فريقي الهلال والنصر، مساء غد الأربعاء، وإطلاق التحديات بين المشجعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجهت بعض الجماهير الرياضية عبر “سبق” بعض المطالب والرسائل للجماهير التي ستتواجد بمدرجات ملعب المباراة من أنصار الفريقين، ومن بعض السياح والطلاب السعوديين؛ لرسم صورة مثالية وحضارية للمشجع السعودي الواعي، مع إبراز الأهازيج السعودية أمام الضيوف الإعلاميين والجماهير الإنجليزية الحاضرة لمتابعة المباراة.
يقول المشجع عبدالله مصلح المريح: “يجب على المشجع السعودي المتواجد في مدرجات ملعب نهائي السوبر بين الهلال والنصر أن يعتبر نفسه سفيراً للمشجع المثالي عن باقي مشجعي فريقه الذين لم تسمح ظروفهم بالحضور للندن، وعليه الالتزام بالنظام واتباع التعليمات، وأهمها منع التدخين داخل الملعب؛ حتى يعكس هوية وفكر وسلوك الشارع الرياضي السعودي على مشجعي الفريقين أمام المشجع والمدرب واللاعب الأوروبي”.
وأضاف: “يكفينا ما نشاهده ونسمعه من تعصب، وعلى كل مشجع العمل بجد ليعطي صورة بيضاء عن المسلم، فنحن شعب راقٍ ومتحضر متواضع يحب الجميع، ومكسب أو خسارة مبارة لن تفرقنا”.
ويَعتبر المشجع الهلالي عبدالعزيز القاسم الرياضة منهجاً للأخلاق والمبادئ والقيم العليا، وعلى الجماهير احترام ذلك، حيث قال: “على جميع الرياضيين بشكل عام أن يدركوا أن الرياضة في مختلف منافساتها ستظل منهجاً ومنبراً للأخلاق والقيم والمبادئ العليا، وهي صفة أخلاقية يجب التحلي بها وخاصة الجماهير الهلالية والنصراوية التي ستحضر نهائي كأس السوبر بلندن؛ حتى تقدم للمشاهد صورة حضارية عن المشجع السعودي المثالي”.
وأشار إلى أن الجماهير السعودية بلندن أصبحت الآن ممثلاً لرياضة الوطن، وعلى عاتقها التمثيل المشرف لطبيعة الثقافة التنافسية الشريفة بين الأندية والمشجعين في المسابقات والبطولات المحلية، وصولاً للتطور الرياضي في بلادنا الغالية، مطالباً الجماهير بإظهار الابتسامة والاحترام للعاملين على البوابات وبالمدرجات، ثم الالتزام بالنظام داخل الملعب وخارجه وقبل بداية المباراة وبعد نهايتها؛ حتى يكونوا خير مثال للمشجع السعودي الواعي.
وتمّنت المشجعة النصراوية “أم عمر” أن تشهد المدرجات في هذا النهائي اختفاء بعض العبارات الاستفزازية التي يرددها باستمرار جمهور الفريقين مثل: “هيا تعال”، راجية أن تشاهد نهائياً سعودياً بطابع أوروبي يبهر العالم ويعيد جزءاً بسيطاً من ذكرى كأس العالم 94 والمنتخب السعودي وإبداعه في تلك الفترة.
وأشار المشجع “شباب الناقول” إلى قلقه من مدى تأثير ظاهرة التعصب الرياضي على ردود الأفعال بين الجماهير النصراوية والهلالية الحاضرة في نهائي السوبر؛ حيث قال: “الوسط الرياضي بالمملكة ومنذ سنوات يعاني من فوضى كبيرة من التعصب الرياضي المتزايد بين الجماهير الرياضية بمختلف ميولها، والحقيقة أن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت في انتشاره، بالإضافة إلى بعض الإعلاميين والكتاب الرياضيين المنتمين لبعض الأندية، بعد أن أصبحت بعض الجماهير والمراهقين يغذون هذا التعصب من تغريداتهم بـ”تويتر” والتي لا تخرج من “الطقطقة” والتجاوز والتقليل من المنافسين دون رقيب.
وبيّن: “ما نشاهده من تصادم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من جمهور الفريقين قبل المباراة يعطي لنا كمتابعين من المملكة انطباعاً غير جيد وقلق من تأثير التعصب على تصرفات وأفعال الجماهير الحاضرة بملعب الكوينز بارك”، مؤكداً على الجماهير ضرورة نبذ التعصب والتفرغ للتشجيع المثالي بالمدرجات، وجعل الإعلام والجمهور الإنجليزي والخليجي والعربي الحاضر للمباراة يستمتع بجمال أهازيجهم وطريقة أدائهم.