كشف قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستن عن أنه لم يتبق سوى أربعة أو خمسة مقاتلين سوريين فقط من أصل 54 كان قد دربهم الجيش الأميركي ضمن برنامج التدريب والتسليح للمعارضة السورية، في اعتراف واضح بحدوث انتكاسات لبرنامج التدريب العسكري الوليد الذي أعلن منتقدون بالفعل أنه فاشل.
وشهد برنامج التدريب والتسليح الأميركي للمعارضة السورية بداية متعثرة عندما لم تستطع الولايات المتحدة تجنيد أكثر من 54 متطوعاً لتدربهم من مجموع 5400 كان يفترض على واشنطن تدريبهم، وذلك بسبب إصرار الأميركيين على جعل قتال تنظيم الدولة الإسلامية أولوية على قتال قوات نظام الرئيس بشار الأسد، وهو ما ترفضه العديد من فصائل المعارضة السورية.
ويصطدم برنامج التدريب في سوريا منذ إطلاقه في مايو/أيار الماضي بمشكلة اختيار الأشخاص المناسبين للمشاركة فيه، فقد وضعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مواصفات مشددة للغاية لاختيار الأشخاص المهيئين للمشاركة في التدريبات، مما أدى إلى استبعاد الآلاف الذين قدموا أسماءهم.
وكانت الدفعة الأولى من هؤلاء المقاتلين قد تعرضت -إثر دخولهم سوريا نهاية يوليو/تموز ومطلع أغسطس/آب الماضيين- لهجوم من قبل جبهة النصرة، التي قتلت وأسرت بعضهم بينما تفرق الآخرون.
وأمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي أمس الأربعاء اعترف أوستن بأن أهداف التدريب الأولى لم تتحقق بسبب الوتيرة الحالية التي وصفها بالأبطأ مما كان متوقعا، وأقر بأن الجيش الأميركي يجري مراجعة واسعة لبرنامج التدريب، لكنه قال إن عدد المقاتلين السوريين سينمو بمرور الوقت.
وفي السياق، أبلغت كريستين وورمث وكيلة وزير الدفاع للشؤون السياسية اللجنة بأنه يجري حاليا تدريب ما بين 100 و120 مقاتلا سوريا فقط.
هروب من الفشل
لكن الجنرال أوستن أكد في المقابل أن وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي المصنف ضمن قوائم الإرهاب في تركيا “ساعد على التغيير على مستوى ساحة المعركة، وهنالك عشرات الآلاف من وحدات حماية الشعب يحاربون تنظيم الدولة، لأن برنامج التدريب والتسليح السوري أبطأ مما نريد له أن يكون، ولكن هذا لا يعني أننا لا نمتلك تأثيراً على ساحة القتال”.
وقد أثار اعتراف الجنرال الأميركي بالعدد الضئيل للمقاتلين السوريين موجة من السخرية في مجلس الشيوخ، حيث ردت السناتورة الجمهورية كيلي أيوت عليه قائلة “إنها بالتأكيد مزحة”.
في حين وصف السناتور الجمهوري جيف سيشنس ذلك بأنه “فشل كامل”.
ومن المتوقع أن يسهم هذا التصريح في تعزيز موقع منتقدي سياسة الرئيس باراك أوباما الذين يرون أنه عجز عن اتخاذ خطوات فاعلة في وجه تنظيم الدولة الإسلامية، وعلى رأسهم السيناتور الجمهوري جون ماكين.
ويدفع ماكين مع العديد من المسؤولين الجمهوريين الآخرين إدارة أوباما باتجاه التدخل العسكري بشكل أوسع في الحرب ضد تنظيم الدولة، كما يطالب بإرسال قوات أميركية خاصة إلى الأرض في سوريا لتوجيه الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ومقابل الفشل في سوريا، ركز الجنرال أوستن على نجاح برامج التدريب للقوات العراقية، مشيرا إلى أنه تم تدريب ما يقرب من 13 ألف جندي عراقي، إضافة إلى وجود أكثر من ثلاثة آلاف يجري تدريبهم حاليا.
كما أشار إلى تدريب أكثر من 3100 مقاتل من العشائر السنية، ويجري حاليا تدريب 750 آخرين.