كشف استشاري الأمراض الصدرية في مستشفى الحرس الوطني بالرياض الدكتور محمد الغبين، أن ملايين البشر يعانون من الربو والانسداد الرئوي المزمن والتليف الرئوي مجهول السبب في الوطن العربي، وخصوصا في المملكة والتي زادت أعداد المصابين به في السنوات الأخيرة نتيجة ? وبالدرجة الأولى ? الى مشاكل التشخيص غير الصحيح والعلاج الخاطئ التي قد تؤدى إلى الوفاة لا سمح الله في مراحل المرض المتقدمة.
وبيَّن الدكتور الغبين خلال مؤتمر صحفي عقد أمس في مدينة الرياض، بحضور العديد من المختصين في مجال الامراض الصدرية أن نحو 4% من سكان الرياض مصابين بالمرض .
وقال: عادة ما نصادف حالات للانسداد الرئوي المزمن التي تم تشخيصها سابقًا بطريق الخطأ على أنها ربو، ما يؤدى إلى وصف علاج غير مناسب ونتائج دون المستوى للمريض، وغالبًا ما يرجع سبب الخطأ في التشخيص إلى الخلط التشخيصى بين الانسداد الرئوي المزمن والربو، مؤكداً الحاجة إلى زيادة الوعى بالفروق بين الحالتين من أجل تعزيز التعامل والمعالجة المثالية للمرضى.
وأضاف أن الهدف من هذا المؤتمر هو تسليط الضوء على الاحتياجات التي لم يتم تلبيتها حتى الآن فيما يتعلق بالتعامل مع الأمراض التنفسية المزمنة مثل الانسداد الرئوي المزمن والتي من الممكن السيطرة على مضاعفاته ومعاناة المرضى من خلال المعالجة الفعالة لها، و لا تزال هناك العديد من الحاجات الملحة التي لم يتم تلبيتها في التعامل مع مرض الانسداد الرئوي مما يؤدي إلى استمرار الأعراض، وتفاقم المرض لدى المصاب، ودخول المستشفيات، والانقطاع عن العمل وأخيرًا الوفاة في الحالات الحرجة، كما انه يؤدي الى زيادة العبء الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع ومن هنا تأتى أهمية التشخيص المبكر والدقيق من أجل التعامل مع الحالة وتحسين نوعية الحياة.
وأكد الغبين، أن الكشف المتأخر على المرض يجعل العلاج في المراحل المتأخرة، وهو ما يصعب مداواته ويجعل المتبقي أمام المريض في حياته ما بين 5- 6 سنوات، مشيراً إلى أن الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر تحرص منذ تأسيسها على نشر التوعية وزيادة المعرفة بمرض الانسداد الرئوي المزمن وغيره من مختلف الامراض الصدرية لمختلف شرائح المجتمع ومساعدة الهيئات الطبية في سرعة تشخيصه وعلاجه عن طريق العديد من البرامج والفعاليات والمؤتمرات العلمية الهادفة.