تعيش السعودية هذه الأيام أجواء مشحونة بالتنافس بين مرشحي المجالس البلدية، ودعايات مختلفة عبر الوسائل المتعددة، التي منها المقار الانتخابية التي يبدأ إيجارها خلال الأيام العشرة المحددة من 50 ألف ريال حتى ثلاثمائة ألف. وتمتلئ الشوارع هذه الفترة باللوحات، والميادين العامة بالمخيمات وبيوت الشعر، التي تتعدد وتتمدد عرضاً وطولاً لمسافات، تصل لعشرات الأمتار، بحسب قدرة المرشح المالية، ومدى وقوف أقاربه معه مالياً، وسط خدمات تقدَّم لمرتاديها، تنافِس أبهى القصور، في ظاهرة عزاها مراقبون لـ”فرد العضلات” أمام المجتمع والمرشحين المنافسين، حتى لو خسر المنافسة والحصول على عضوية المجلس البلدي الذي ينافس عليه.
وبرصد أسعار هذه المخيمات والخدمات التي تقدمها إحدى الشركات المتخصصة بالرياض. وأكد محمد عبدالسلام القارئ، رئيس مجلس إدارة شركة عالم الحفلات، الإقبال الكبير من المرشحين على إنشاء المخيمات الفخمة خلال هذه الفترة في جميع مناطق ومحافظات السعودية؛ لاستقبال الناخبين، وحشد أكبر عدد ممكن قبل موعد الاقتراع.
وقال القارئ: قيمة تأجير المخيمات فترة الانتخابات تبدأ من خمسين ألف ريال حتى ثلاثمائة ألف ريال، وقد تصل لأكثر من ذلك، وهي لتجهيز المقار فقط، ويضاف لها عند الرغبة حجز طباخين بمبلغ يقارب الألفي ريال يومياً، يقل ويرتفع حسب عدد الذبائح والتجهيزات المطلوبة.
وأشار إلى أن المخيمات العادية يبدأ إيجارها من خمسين ألف ريال، وتحتوي على بيت شعر بطول 30 متراً، وعرض عشرة أمتار، وخيمة ضيافة بطول 20 متراً، وعرض عشرة أمتار، مع خيمتين إضافيتين للنوم وأبراج إنارة.
بينما تكون مخيمات الـVIP من نوعية فخمة؛ إذ تكون الأساسية بأطوال تصل لخمسين متراً، وعرض عشرين متراً وأكثر، مع تجهيزها بالكراسي الكلاسيك والطاولات الفخمة، كذلك يلحق بها بيت شعر بطول 50 متراً، وعرض من 15 إلى 20 متراً، وخيم تقديم طعام بالأطوال نفسها، وتكون فئتين، واحدة للعامة، وأخرى لكبار الضيوف، ولكل واحدة تجهيز داخلي خاص بطاولات الطعام والتجهيزات اللازمة، يضاف لها أبراج الإنارة التي تحيط بالموقع، وتُمدُّ وتُرفَع بطريقة جاذبة وخاصة، إضافة لبروجكترات العرض والتلفزة وخدمات القهوة والطبخ والتقديم.. وهذه الخدمات هي التي تجعل الأسعار مرتفعة بهذا القدر!
وتحدث أحد المرشحين – طلب عدم ذكر اسمه ، ممن وضعوا مخيماً فترة الدعايات الانتخابية، وقال: الهدف من وضع هذه المقار بالأساس هو الاحتفاء بالناخبين، وحشد مزيد من الأصوات بالطرق المسموح بها، لكن يوجد هناك مرشحون أخرجوا هذه الوسيلة عن هدفها، وجعلوها تدخل في حيز التحدي حول من يستطيع جلب أكبر الصواوين مساحة وبيوت الشعر، ومباهاة غيرهم بها، و”فرد عضلاتهم” بطريقة يسميها المجتمع “هياط” – على حد تعبيره ?.
وأكد المرشح الذي تحتفظ باسمه أنه يعرف مرشحين وضعوا مخيمات VIP بمبالغ باهظة، وتحملوا في سبيل ذلك ديناً يتجاوز ما سيجمعه من مكافأة المجلس البلدي إن حالفه النصيب!
وأضاف: بعض المرشحين يتكاتف معه أقاربه ويساندونه مادياً في دفع تكاليف المخيمات مهما بلغ سعرها؛ حتى يظهر مرشحهم أمام المجتمع أنه الأقوى، وأنهم لم يتخلوا عنه بغض النظر نتيجة الانتخابات.
وفي السياق ذاته، يرى مرشح آخر في اتصال هاتفي -طلب عدم ذكر اسمه- أنه لا بد من وضع آلية لاستئجار المقار الانتخابية، بشكل يسمح لجميع المرشحين، سواء كانوا ميسورين أو من ذوي الدخل المحدود، بإنشائها، أو منعها، واقتصار الحملات على الدعاية فقط؛ بسبب أن بعض المقار الانتخابية الآن أصبحت تسير في اتجاه بعض مخيمات مواسم “مزايين الإبل” وما يصاحبها من مشاهدات بذخ وتبذير في النعمة!
التعليقات 2
2 pings
07/12/2015 في 5:55 ص[3] رابط التعليق
فرد العضلات ؟؟
مافيه وصف غير هالوصف ؟
(0)
(0)
07/12/2015 في 5:55 ص[3] رابط التعليق
فرد العضلات ؟؟
مافيه وصف غير هالوصف ؟
(0)
(0)