كشفت إحصائية حديثة اطلع عليها طلاب الماجستير في جامعة الملك سعود بالرياض خلال حملتهم التوعوية التي أطلقوها بعنوان «أنت السبب»، أن المتسولين المقبوض عليهم بالمملكة في سنة واحدة فقط، حصلوا على 700 مليون ريال، وما نسبته تفوق 90% منهم من مخالفي نظام الإقامة وممن دخلوا البلاد بطرق غير شرعية ويشكلون خطرًا حقيقيًا على الأمن الاجتماعي والاقتصادي.
وذكر عبدالله الشومر، أحد منظمي الحملة، أن أهداف حملتهم بسيطة ويسيرة على المتلقي وفوائدها عديدة، تتمثل في توقف الناس عن إعطاء الأموال للمتسولين الذين يجوبون الطرقات ويترصدون لك عند المحال وينشطون ويزيدون في مواسم معينة يكون العبد فيها أقرب إلى ربه، والحث على منحها للمستحقين من خلال قنوات رسمية معروفة عليها رقابة من الأجهزة الحكومية.
وأكد أنس عبدالرازق، أحد منظمي الحملة، أن التوقف عن التبرع والإحسان والصدقات ليس نهاية المطاف بالنسبة لنا، بل نحن مسرورون من المجتمع وكرمه مع المحتاج، ولكننا نريد توجيه هذه الأموال إلى الجمعيات والمؤسسات الرسمية التي تخضع لنظام ورقابة الدولة.
وكشف فيحان الدلبحي، أحد منظمي الحملة، أنه في جولات امتدت لأيام التقى فيها العديد من المتسولين والمتسولات، واتضح له من خلال تلك اللقاءات أن التسول مهنة لها أصول ويقف خلفها عصابات وليست من منطلق الحاجة الحقيقية، وهي استغلال صارخ لما نشأ عليه أفراد هذا المجتمع من غوث للملهوف وإعانة لذوي الحاجة.
كما دعا بقية منظمي الحملة محمد البراك ومانع المحيا إلى ضرورة التفاعل مع هذه الحملة بطرق بسيطة تتمثل في انتهاج الإنسان المسلك الصحيح للتبرع له وحث من حوله على ذلك، ويمكن للجميع التعرف على الحملة بشكل أكبر والمساهمة فيها من خلال الاطلاع على هاشتاق #أنت_السبب ومتابعة حساب الحملة على تويتر (@antalsabb) أو زيارة موقع الحملة الإلكتروني.
ويمثل التسول في كل مناطق المملكة تحديًا حقيقيًا للأجهزة الأمنية والمواطنين، حيث إن أعداد المتسولين في ازدياد, وطرقهم وحيلهم تتطور وتتجدد, ويؤثر التسول سلبًا على الصورة الحضارية لمدننا, ويحرم المحتاج الحقيقي المتعفف من وصول المساعدة إليه، فهناك أكثر من 800 جمعية ومؤسسة خيرية مسجلة رسميًا في السعودية وتعتمد تلك الجمعيات في دخلها على التبرعات التي تذهب للمكان الخطأ.