تعيش المرأة اليمنية أوضاعا مأساوية ومؤلمة مع تزايد الانتهاكات الجسيمة والفظاعات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي تجاههن في المحافظات التي يسيطر عليها الانقلابيون.
وتتنوع صور وأشكال تلك الانتهاكات، ومنها التحرش اللفظي والجنسي، والانتهاكات الجسدية التي وصلت إلى القتل، والانتهاكات الجنسية التي وصلت حد الاغتصاب، بالإضافة إلى منعهن من العمل.
زيادة حالات العنف
وأوضح مندوب اليمن لدى جامعة الدول العربية بالقاهرة رياض الكعبري، أن تقارير الناشطين في مجال حقوق الإنسان أكدت زيادة حالات العنف والخوف، فضلا عن انتهاكات مختلفة أخرى؛ منها تسرب آلاف الطالبات من التعليم، وتزايد معدلات الفقر والبطالة والتسول.
ونقلت مصادر إعلامية عن الكعبري قوله -في الصالون الثقافي الذي أقيم بمقر السفارة اليمنية في القاهرة بالتعاون مع منظمة المرأة العربية تحت عنوان أوضاع المرأة العربية في ظل الصراعات والنزاعات- إن “النساء في اليمن تعرضن بعد سيطرة الانقلابيين على السلطة منذ سبتمبر 2014، للتحرش اللفظي والجنسي، والتهديد بالاغتصاب، ومنعهن من العمل، ونالهن النصيب الأكبر من الأذى والمضايقات من قبل الميليشيات في المدن والمناطق التي تسيطر عليها”.
وأفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان نهاية الشهر الماضي بالإبلاغ عن 10 آلاف قضية عنف ضد النساء في اليمن خلال عام 2016.
وبيَّن أن قضايا العنف تشمل حالات اغتصاب وعنف منزلي وزواج قاصرات وزواج بالإكراه وإيذاء بدني ونفسي وصدمات نفسية والعديد من أشكال العنف الأخرى ضد النساء والفتيات.
وكانت ناشطات يمنيات قد سلطن الضوء -خلال ندوة عقدت تحت عنوان “أوضاع النساء والأطفال خلال الصراع المسلح في اليمن”، على هامش أعمال الدورة الـ33 لمجلس حقوق الإنسان التي استضافتها الأمم المتحدة في جنيف مؤخرا- على تلك الانتهاكات الفظيعة التي ترتكبها الميليشيات ضد المرأة اليمنية.
انتهاكات طالت الإعلاميات
من جهتها، تحدثت الأكاديمية الدكتورة وسام باسندوه عن أوضاع النساء في اليمن، فيما عرضت الصحفية بشرى العامري ورقة حول الانتهاكات التي طالت الإعلاميات في الحرب، كما قدمت الناشطة سعادة عليا ورقة حول تجنيد الميليشيات الانقلابية للأطفال في اليمن.
وبينت بشرى العامري الاعتداءات التي طالت العديد من الإعلاميات اليمنيات، خصوصا من كن ضد ممارسات الميليشيا الانقلابية التي نالت من الحقوق والحريات واعتدت على المواطنين وطالت من يعملن في الميدان لتغطية الأحداث، ومن يعملن عبر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، كما عملت الميليشيات الحوثية على كتم أصوات النساء ومن يمثلهن في الإعلام، على الرغم من ضآلة أعدادهن لتخفت أصوات الإعلاميات بشكل غير مسبوق.
وعن وضع المرأة أثناء النزاع في اليمن قدمت الدكتورة وسام باسندوه ورقة استعرضت فيها أوجه المعاناة التي تطال المرأة اليمنية في ظل الحرب المشتعلة فيها، وقالت: “مع اغتصاب الحوثيين وصالح للسلطة في 21 سبتمبر 2014 وتفكيك مؤسسات الدولة، كان من الطبيعي أن ينعكس هذا الوضع الكارثي على المجتمع بكل مكوناته، وعلى المرأة خاصة”.
جرائم فادحة
وكشف مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في اليمن أن 459 امرأة قتلت، وجرح 1281 أخرى خلال الفترة بين سبتمبر 2014 و30 مارس 2016، في حين قتل 647 طفلا، وجُرح 1822 آخرون في هجمات لمسلحي الحوثي وصالح.