استطاعت فتاة جامعية أن تصلح بين والديها وتنهي حالة خصام استمرت 10 سنوات، كان خلالها جو البيت كئيباً مشحوناً خالياً من الابتسامة ولا يخلو من الصراع، فلم يكن الوالدان يتحدثان إلا في الضروريات أو فيما يتعلق بشأن الأبناء فقط، فكيف تمكنت هذه الفتاة من التقريب بينهما وإعادة المياه إلى مجاريها؟
يروي قصة الفتاة، الخبير الأسري والتربوي الدكتور جاسم المطوع في مقالٍ له بصحيفة “اليوم”، قائلاً: فتاة مهتمة بإصلاح العلاقة بين والديها وتفكر ليل نهار كيف تكون سبباً في الصلح بينهما بعد قطيعة وخصام استمرا عشر سنوات وعلاقة يشوبها التوتر، فكان الأبوان في صراع دائم، ما أثر ذلك في سعادة البيت بأكمله.
وقالت الفتاة كما نقل عنها المطوع: “كنت أجلس مع صديقاتي بالجامعة وأشعر بالإحباط عندما يتحدثن عن أهلهن ووالديهن بشكل جيد بينما أنا أتذكر مشاكل أمي وأبي، فكنت أتألم لذلك”.
وأضافت أنها كانت تدعو الله- عز وجل- ليل نهار أن يكون الصلح مصير علاقة والديها، مشيرة إلى أن والدتها استأذنت والدها ذات يوم للذهاب لأداء فريضة الحج مع ابنها، فوافق الأب، فرأت الفتاة أن هذه هي فرصة لإنهاء حالة الخصام، فأكثرت الفتاة من الصلاة والدعاء وأذرفت الدموع وهي تدعو الله- عز وجل- أن تكون العلاقة بين والديها أفضل مما هي عليه.
وأوضحت أنها دخلت على والدها وطلبت منه وألحت وهي تبكي أن يرضى عن أمها ويفتح صفحة جديدة معها قبل ذهابها للحج، فوافق، فاحتضنته الفتاة وسجدت لله شكراً، حتى أذرف والدها الدموع، فنادت الفتاة أمها وأخبرتها بالخبر، حتى جلس الوالدان مع بعضهما جلسة عتاب وتطييب خواطر استمرت ثلاث ساعات، وعاد الصفاء للبيت وأصبح هذا اليوم عيداً بالنسبة لهم.
وتعلق الفتاة على قصتها بعد أن عمت الفرحة في البيت، قائلة للدكتور المطوع: “كنت أدعو الله ليل نهار أن يصفي قلبيهما، ولم أكن أتوقع أن الدعاء والسجود لله سيكون له هذا الأثر الكبير في علاج مشكلة والديّ التي دامت لعقد من الزمان”.
وأوضح المطوع في سياق مقاله أنه أوضح للفتاه في رده عليها أن الدعاء هو السلاح الخفي، فإذا شعر الله بصدق العبد وإخلاصه فإنه لا يرده خائبا أبدا، وخاصة إذا توافرت شروط قبول الدعاء وهي الإخلاص والصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- والإلحاح، وعدم استعجال الإجابة وأن يكون واثقا من الاستجابة.