كشفت مجموعة من الشباب العاملين في قطاع الاتصالات بمحافظة عفيف، لـ “إخبارية عفيف”، أسلوباً مخالفاً تتخذه العمالة الوافدة للتحايل على توطين قطاع الاتصالات، وممارسة العمل في محالهم المرخصة بنشاطات مختلفة والتركيز على بني جلدتهم كزبائن، وقليل ممّن يثقون به من السعوديين في عدم الإبلاغ عنهم.
وقال سطام العازمي؛ وعمر المطيري؛ ومشاري العتيبي؛ وخالد المغيري؛ وهم من الشباب العاملين في مجال بيع وصيانة الهواتف، إن العمالة في عفيف تستخدم الآن محال الكمبيوتر والإلكترونيات، وتكون البضاعة الظاهرة من هذا النشاط، وتمارس فيها العمل المخالف من بيع قطع وإكسسوارات الجوّالات، وصيانتها ضاربين بعرض الحائط تعليمات “العمل” التي تقصر ممارسة هذا النشاط على السعوديين.
وأضافوا أنهم وضعوا كل آمالهم في هذا النشاط بعد أن التحقوا بالدورات التدريبية في مجاله، واكتسبوا الخبرة اللازمة، وكانت انطلاقتهم مع بداية التوطين، وحينها كانت العوائد المادية مشجعة لهم للاستمرار، إلا أنها مع الوقت بدأت تتراجع لمستويات متدنية رغم محافظتهم على الجودة والاهتمام والضمانات، وبعد تحرٍّ منهم عن أسباب ذلك، صُدموا بوجود محال إلكترونيات وكمبيوتر منتشرة بالمحافظة بشكل غير طبيعي عقب القرار وتمارس عمالتها هذه المهنة تحت الطاولات.
فيما أوضح علي العقيلي؛ ومهند الغبيوي؛ وعبدالعزيز الروقي؛ أن العمالة مازالت موجودة في بعض محال الاتصالات في المحافظة وتمارس البيع والشراء والصيانة من منازلهم أو غرف خلفية ملحقة بالمحال، وليس وجود الموظفين السعوديين فيها إلا غطاءً فقط.
وناشدوا جميعاً وزير العمل، التدخّل فيما يحدث لهم، وتكليف مفتشين من الرياض لمباغتة هذه المحال والوقوف عليها، وذلك لأن مكتب عمل عفيف لا يوجد به إلا مفتش واحد مقابل ١٢٠ ألف نسمة من السكان، ومؤكدين أيضاً أنهم يحتفظون بمقاطع مصوّرة تثبت مخالفة هذه العمالة يمكن تزويد المختصّين بها حين الطلب.
“إخبارية عفيف”، بدورها أجرت جولة ميدانية خفيفة، وتوقفت عند أول متجر يحمل لوحة “إلكترونيات” ووجدت العامل فيه يمارس صيانة هاتف على الشارع العام، وأمامه عدة وأدوات للعمل وجهاز لحامات، وبعض العمالة التي كانت تنتظر داخل المحل، وعند مواجهته بالمخالفة أنكر ذلك وادّعى أنه يعمل في الجهاز الخاص به فقط، ولكن فضحته قطع الغيار الخاصّة بالهواتف.
كما رصدت “إخبارية عفيف”، انتشار محال الإلكترونيات في شوارع المحافظة، وداخل الأحياء بشكل غير طبيعي، وتردّد موزّعي قطع غيار الجوّالات عليهم وعلى بعض محال الكمبيوتر؛ ما يؤكّد ممارستهم العمل، رغم إنكارهم ذلك حين مواجهتنا لهم.
بعدها تواصلت “إخبارية عفيف”، مع المتحدث الرسمي لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية خالد أبا الخيل؛ ونقلنا له شكوى الشباب في قطاع الاتصالات والمخالفة التي رصدتها الصحيفة، وأوضح أن “الوزارة لا تسمح بعمل الوافدين في المهن المقصورة على السعوديين، وفرق التفتيش تقوم بجولات مستمرة على أسواق المملكة وترصد المخالفات وتغرّم أصحاب العمل غير الملتزمين”.
وأضاف: “وزارة العمل تعمل على تسليم الوافدين المخالفين إلى الجهات الأمنية لترحيلهم، إضافة إلى ذلك تستقبل بلاغات المواطنين عن العمالة المخالفة وتضبطها”.
وأردف: “تمّ توجيه فرق التفتيش إلى متجر الإلكترونيات الذي تمّ كشفه من قِبل الصحيفة”، فيما أكّد “أبا الخيل”؛ لـ “إخبارية عفيف”، أنه قُبيل نهاية اليوم تمّ ضبط المخالفة وجرى فرض الغرامة اللازمة بحق المتجر.