خادم الحرمين الشريفين يتناول في الخطاب الملكي السنوي لأعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلسالشورى مجمل مجمل السياستين الداخلية والخارجية للدولة.
دستور المملكة كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو يعزز مبدأ الشورى وتتخذ من هذاقولاً فصلاً وعملاً في سياساتها وتحقيقاً لمستهدفاتها وبرامجها وقراراتها وستظل متمسكة بهذا المبدأ.
دولتنا أرست ركائز السلم والاستقرار وتحقيق العدل ولا يسعنا إلا أن نحمد الله عز وجل على ما أسبغ علىبلادنا من نعم كثيرة وما بلغته بين الأمم من مكانة عليا ورفيعة نفتخر بها جميعاً قيادة وشعباً.
سنبذل كل ما في وسعنا لمواصلة الجهود من أجل استمرار توفير سبل الراحة والتيسير لقاصدي الحرمينالشريفين وفق أعلى المعايير العالمية.
المملكة تشهد حراكاً تنموياً شاملاً ومستداماً مستهدفة تطوير القطاعات الواعدة والجديدة ودعم المحتوىالمحلي وتسهيل بيئة الأعمال وتمكين المواطن وإشراك القطاع الخاص وزيادة فاعلية التنفيذ.
النهج التنموي في المملكة يستهدف صنع نهضة شاملة ومستدامة محورها وهدفها الإنسان الذي سيديرتنمية الحاضر ويصنع تنمية المستقبل بالمعرفة.
أهم المستهدفات التي توليها الدولة الاهتمام والمتابعة صون الأمن وتعزيزه بمفهومه الشامل لتوفير أسبابالطمأنينة والأمان لينعم به كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.
نحرص على دعم الخطط والبرامج التي تسهم في رفع نسبة التملك السكني للأسر السعودية وحصولالمواطنين والمواطنات على خدمة ورعاية صحية متميزتين وزيادة مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل.
المملكة تعمل جاهدة ضمن استراتيجيتها للطاقة على دعم استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية.
المملكة تمضي بخطى متسارعة نحو مواجهة التحديات البيئية وفي مقدمتها التغيرّ المناخي مستهدفةالحياد الصفري للانبعاثات.
مكانة المملكة ودورها المحوري على الصعيدين السياسي والاقتصادي وموقعها الإستراتيجي جعلتها دائماًفي قلب العالم مواكبة لمستجداته ومُسهمة في مواجهة تحدياته ومستثمرةً لفرصه ومجالاته.
المملكة كانت ولا تزال وسيطة للسلام ومنارة للإنسانية للعالم قاطبة لمكانتها الرفيعة بين الأمم وريادتها فيدعم كل ما فيه خير للبشرية.
المملكة ملتزمة في مساعدة الدول الأكثر احتياجاً والدول المتضررة من الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية.
بلغ إجمالي مساعدات المملكة في مجال الأمن الغذائي والزراعي ما يقارب مليارين وثمانمائة وتسعين مليوندولار.
المملكة تعمل من خلال علاقاتها الثنائية ومع المنظمات والمجموعات الدولية على تعزيز التعاون الدوليلمواجهة التحديات في العالم وصولاً إلى عالم أكثر سلمية وعدالة وتحقيق مستقبل واعد للشعوب والأجيالالقادمة.
في ظل ما يشهده العالم من حروب وصراعات تؤكد المملكة ضرورة العودة لصوت العقل والحكمة وتفعيلقنوات الحوار والتفاوض والحلول السلمية.
المملكة تؤكد موقفها الداعم لكافة الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي يؤدي إلى إنهاء الأزمةالروسية – الأوكرانية ووقف العمليات العسكرية بما يحقق حماية الأرواح والممتلكات ويحفظ الأمن والاستقرارالإقليمي والدولي.
أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها يتطلب الإسراع لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفققرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
نأمل أن تؤدي الهدنة في اليمن التي ترعاها الأمم المتحدة تماشياً مع مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة في اليمنللوصول لحل سياسي شامل وتحقيق السلام المستدام بين الأشقاء في اليمن.
أمن العراق واستقراره ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها وتؤكد المملكة دعمها لأمنه واستقراره ونمائهووحدة أراضيه وهويته العربية ونسيجه الاجتماعي.
نجدد دعمنا للشعب السوداني الشقيق ولكل جهد يسهم ويشجع الحوار بين القوى السياسية والأطرافالسودانية والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها.
نؤكد ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن بما يحفظ سيادة سوريا واستقرارها وعروبتها ونشدد على أهميةمنع تجدد العنف.
نؤكد ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة في لبنان تقود إلى تجاوز أزمته وأهميةبسط سلطة حكومته على جميع الأراضي اللبنانية لضبط أمنه والتصدي لعمليات تهريب المخدراتوالأنشطة الإرهابية.
تدعم المملكة وقف إطلاق النار الكامل في ليبيا والدعوة الليبية إلى المغادرة التامة للقوات الأجنبية والمقاتلينالأجانب والمرتزقة دون إبطاء.
تؤكد المملكة ضرورة مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان والحرص على دعم أمنها وعدم تحولهاإلى منطلق للعمليات الإرهابية أو مقر للإرهابيين.
نحث المجتمع الدولي على تكثيف ومضاعفة الجهود في سبيل منع انتشار أسلحة الدمار الشامل وضمانخلو منطقة الشرق الأوسط منها.
ندعو إيران للوفاء عاجلاً بالتزاماتها النووية والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتخاذخطوات جدية لبناء الثقة بينها وبين جيرانها والمجتمع الدولي.