إخبارية عفيف – محمد العتيبي:
بينّ د. سلمان بن فهد العودة "المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم " أن العمل يحوي مصطلح السيئة والحسنة ففي الحسنة وصف للأفعال وفي السيئة وصف لفعل العقاب عليها فالإنسان مفطور بطبيعته على العمل والنشاط فقد ترى الطفل يركض هنا أو يتعلم من أخطائه وسقطاته بل وربما يعرّض نفسه للخطر وهي طاقة لم تخلق لأجل ان تكبت بل هذا محل الابتلاء وهذا يشمل ما يتعلق بالآخرة سواء في العبادات المحدودة في مواقيتها فإذا قضيت الصلاة يشمل العمل الحياة كلها ، وقد نجد في ثقافتنا الاسلامية أن الوعاظ والدعاة والمرشدين يتحدثون حول قضايا العبادة بحوار مستفيض ومفصل ولا يتحدثون عن العمل الذي في هذه الدار إلا بحديث عابر مع أنه من الضروريات وقد ورد لفظ العمل في القرآن الكريم 360 مرة بعدد أيام السنة وكأن المقصد أن يكون الإنسان في عمل مستمر وفي هذا تحفيز للعمل ، وأيضا مسألة الإخلاص في العمل مطلب وهذا أمر تعبدي ومن خلاله يكون الرزق الحلال ومن المشروعات المستحبة الاخلاص في العمل والتعود على الانضباط في الأداء ففي الصين نسبة الكفاءة والانضباط في العمل 10 من 10 لكن عندنا تقريبا 1 من 10 فلا تجد الكفاءة والانتاجية واحيانا تكون بطالة مقنعة فهو يحضر للعمل ويسجل حضوره لكن لا ينتج إنما يلتزم بمبدأ الطاعة سواء لمسؤول العمل أو حتى طاعة لله وأنه محاسب عليها ، فيقوم بالعمل لكن الأجود أن يشعر بالرضا الذاتي كذلك هناك مستوى أسمى وهو أن يعمل وهو يحس بالانتماء للإدارة التي يعمل فيها لذا فهو حين يعمل يعمل بكل طاقته ، فهذه الثلاثية الروح والرضا والانتماء تساعد في تطوير بيئة العمل والانتاجية، كما أن الإنسان لن ينجح إلا إذا شعر بقدر من الاستمتاع في العمل من خلال تذكر المواقف الطريفة من الزملاء والتلاحم بينهم إذا وقع لأحدهم ضائقة أو مشكلة "
كما أكد العودة أنه قد يكون في بيئة العمل الكثير من الكيد والمؤامرات وهذه من أخطر الأشياء التي يمكن أن تؤثر على بيئة العمل فتجد أن بعض الموظفين يحاول إيغار المدير على زملائه وبعضهم يدخل القرابة والعلاقة من نفس المدينة أو العنصريات في بيئة العمل وهذه الأمور لو حصلت فهي مدمرة لبيئة العمل فتجد المخلص الشفاف المجتهد محل تهمة وربما تتأخر علاوته وترقيته بسبب أنه لا يحصل له واسطة أو لم يتقدم برشوة كذلك الروابط الخاصة سيطرت على بيئة العمل ويجب تشجيع المسؤولين على اجتناب القيل والقال وأن يكون هناك تغيير ايجابي في بيئة العمل ويجب ان يطرد الإنسان الروح السلبية من حياته فالإنسان حينما يقول لا أحب العمل سيتحقق هذا من خلال القول ويصبح لزاما له "
وشدد العودة على أهمية وجود استراتيجيات للعمل وهو ما يتطلب الجدية والثقافة والتوافق بين الحاكم والمسؤول والمواطنين فلابد من ايجاد لغة مشتركة لأن كل شيء يتم الاطاحة به أو الاستحواذ على بعض القرارات والتحايل عليها فكثير من الدول العربية لديها حرص واضح على احتواء البطالة لكون المشكلة في احد الأمرين إما في الاستراتيجيات أو أن المجتمع لا يعمل بها وأعتقد أن المشكلة يتحملها الجميع فيفترض ان تكون الاستراتيجيات على صلة بالناس الذين في الميدان وأن تكون واضحة فمثلا "سعودة العمل " نموذج محلي ولا يُلام أهل البلد أن يكون هناك أولوية لشباب البلد والمواطنين فسنويا يتم احلال نسبة في المئة فهذا القرار موجود لكن كيف يتم تنفيذه فهناك حالة من التحايل أحيانا تكون في مثل هذه القرارات"
وأضاف العودة مشددا على أهمية اعادة النظر في إغلاق المحلات التي على الطرق السريعة سواء محطات أو بقالات وخاصة أن للمسافر ترخيص في السفر ، كذلك الصيدليات أو ما شابه ذلك والأقسام التي تأخذ طابع الطوارئ فيمكن أن ينظر فيها ، كما ان إغلاق المحال التجارية في كثير من الأسواق مظهر إيجابي " .