إخبارية عفيف – محمد العتيبي :
أبدى وزير الحج الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي في ندوة الحج الكبرى أمس (الأربعاء) عدم ممانعة وزارته من مشاركة المرأة في أعمال الحج، لكنه استدرك بالقول ما لم يكن هناك نوع من الاختلاط في المهمات التي ستؤديها المرأة ضمن إعمال الحج.
وجاء في سياق تعقيبه على مداخلة من القسم النسائي استفسرت عن مدى مشاركة المرأة السعودية في الميدان وخصوصاً عمل المطوفات وتواصلهن مع الحاجيات، وهل هناك اتساع مستقبلي في مجال عملها الميداني؟: «سبق أن صرحنا مراراً بهذا الأمر عبر الصحف المحلية، ولكن نشدد بأن تكون مشاركتها في إطار الضوابط الإسلامية والشرعية، فالمرأة في الحج لها أن تعالج المرضى وتواسيهم، فضلاً عن مشاركتها الاجتماعية في جميع أعمال الحج شريطة أن يكون ذلك بعيداً من الاختلاط الذي لن نسمح به، فالثوابت واضحة وكل ما تستطيع المرأة أن تفعله في أعمال الحج سنسمح به ونوافق عليه ما عدا الأعمال التى تؤدي إلى الاختلاط».
وكشف الفارسي إعداد وزارته فيلماً وثائقياً بلغات عدة يستعرض الأساسيات التي يجب أن تراعى من جانب الحاج في الأمور المفصلية في الحج مثل الرجم ومنشأة الجمرات والتفويج إذ تم توزيعه على جميع الدول الإسلامية، مضيفاً أن الوزارة طلبت من المعنيين في الحج في تلك الدول بث هذه المادة الوثائقية عبر المحطات التليفزيونية وتعقيب علمائها عليه قبل قدوم حجاجها إلى الأراضي المقدسة، لافتاً إلى أن التوعية قبل إي شيء هي سلوك والسلوك يجب أن يتغير بالعقل والمنطق ابتداءً من الأسرة والمنزل.
ووصف الوزير الندوة بأنها لا تزال في ريعان الشباب وستظل كذلك على هذا الانتظام سنوياً بالحضور المتألق من العلماء والمفكرين والأدباء والإعلاميين والمهتمين في مختلف الاختصاصات الحيوية.
وقال الفارسي في حفلة افتتاحها هذا العام التي حملت عنوان «التوعية في الحج»: «إنه من الطبيعي أن تأتي المحصلة عامرة بالآراء السديدة والأطروحات المعمقة المعززة لكل ما فيه مصلحة ضيوف الرحمن الذين تسهر من أجلهم الحكومة السعودية ليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة»، مشيراً إلى أن ذلك يأتي بعون من الله ثم الأخذ بالأسباب بحشد الطاقات البشرية المدربة الخبيرة وكذلك توافر الإمكانات المادية لتهيئة كل ما يجعل رحلة الحج المحكومة بمحدودية الزمان والمكان إلى جانب كثافة بشرية تعد بمئات الألوف أن تأتي الرحلة على هذا النحو المشرق الذي ينعم فيه الجميع بالأمن الشامل من مختلف الوجوه.
وحول دورة وسائل الإعلام في الجانب التوعوي الذي تعكف عليه وزارة الحج لتحقيق مفهوم أن يكون «الحج عبادة وسلوك حضاري»، أبان الفارسي أن الحج تشرف عليه وزارات وجهات عدة داخل المملكة وهو عمل تكاملي إذ إن كل جهة لها دور يكمل عمل الأخرى ويتواءم معه حتى يتحقق النجاح للخطط التشغيلية التي يعتمدها النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز لكل وزارة، مضيفاً أن وزارة الإعلام تؤدي واجبها في شكل مكثف وجيد خصوصاً خلال العامين الماضيين، منوهاً بالدور الكبير الذي تلعبه الصحافة في مجال التوعية في الحج.
وتعقيباً على مداخلة لأحد الضيوف حول ما يظهر من سلبيات بعض الحجاج في مناسك الحج هو انعكاس لما زرع قبل سنوات في بلادهم، مطالباً بوجود تعاون وتقارب أكبر بين وزارة الحج مع المعنيين في البلاد الإسلامية، أكد وزير الحج أن الوزارة ستعقد اجتماعات عقب انتهاء موسم الحج مع نحو 75 دولة عربية وإسلامية استعداداً للموسم المقبل تتناول معها كل الأمور المتعلقة بالحج والحجاج بما فيها التوعية بالنسك والتوعية الصحية والسكن والإعاشة والطيران والمواصلات والنقل في شكل مكثف تجاه هذه الدول التي يجب أن يكون لها دور في توعية حجاجهم من القائمين على الحج لديهم إذ سيسهل هذا الإجراء الكثير من الإجراءات في السعودية فاليد الواحدة لا تصفق (بحسب وصفه).
و في مداخلة أخرى، طالب أحد الضيوف بأن تكثف وزارة الحج توزيع الملصقات التوعوية المتضمنة صوراً توضيحية بين الأعمال الصحيحة والأعمال الخاطئة للحج وتزيد من تواجدها داخل المشاعر وأماكن تجمع الحجاج، مشيراً إلى أن هذه الملصقات لها دور فعال في توعية ضيوف الرحمن إذ إن بينهم عدداً كبيراً لا يعرف الكثير من أمور المناسك، خصوصاً أن الصورة التي عليها علامة (خطأ أو علامة صح) لها من البلاغة والاستفادة لم تؤديه محاضرة قد تتجاوز أكثر من ساعة، كما طلب الإكثار من الشاشات التي توضع في الطرقات باللغات المختلفة.
بدوره، أشاد وزير الحج الأردني بجهود وزارة الحج السعودية في مجال التوعية، مشيراً إلى أنها يسرت على الكثير من الحجاج أمور دينهم وأداء نسكهم وجعلتهم يقضون شعائر الحج بكل طمأنينة وارتياح، لافتاً إلى ضرورة تكثيف التوعية فيما يتعلق بتزاحم الحجاج للصلاة داخل صحن الطواف في المسجد الحرام.
وطالب الوزير الأردني بإرشاد الحجاج في إطار التيسير عليهم بأن الصلاة في أي مكان من الحرم أو مكة المكرمة لها الأجر نفسه.