إخبارية عفيف – محمد العتيبي :
أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية أهمية تحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية المكانية للمشاعر المقدسة بهدف القضاء على ظاهرة الافتراش وتخفيض الضغط على المسجد الحرام وجسر الجمرات. وشدد على أن عدم الالتزام بتعليمات وأنظمة الحج وتأدية الشعيرة بدون تصريح يعتبر تعديًّا على الحجاج وأهداف الفريضة. جاء ذلك في تصريح صحفي لسموه بمناسبة انطلاق الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن ?الحج عبادة وسلوك حضاري? بمقر الإمارة بمكة المكرمة بحضورعدد من الوزراء وكبار المسؤولين ومديري الدوائرالحكومية والأهلية وبمشاركة 30 جهة تمثل القطاعين الحكومي والخاص لإعطاء المناسك صبغة التنظيم والخلو من المظاهر السلبية والارتقاء بسلوك ضيوف الرحمن.
وأكد الفيصل أن حملة ?الحج عبادة وسلوك حضاري? في نسختها الرابعة لهذا العام تأتي وقد حققت نجاحات لافتة في الأعوام الماضية وفي مقدمتها تمكين القطاعات الحكومية والأهلية من تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، كما تأتي تحقيقًا لتطلعات وتوجيه ومتابعة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني في التطوير المستمر للخدمات المقدمة لضيوف الرحمن؛ ليتمكنوا من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
وقال سموه: ?إنَّ ما تقدمه المملكة من خدمات للحجاج ينبع من استشعارها لواجبها تجاه قاصدي بيت الله الحرام وهذه الخدمة شرف عظيم للمملكة حكومة وشعبًا ويكفينا فخرًا واعتزازًا أن اللقب الذي اختاره عبدالله بن عبدالعزيز ملك هذه البلاد هو خادم الحرمين الشريفين فكلنا أتباع هذه القيادة في حمل هذا الشرف العظيم لخدمة الحجاج والمعتمرين?.
وأضاف: أن الحملة تتسق مع تفعيل المرتكز الثاني من إستراتيجية تنمية منطقة مكة المكرمة التي تؤكد على التعامل الراقي مع الحاج والمعتمر والارتقاء ببناء إنسان المنطقة ليتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن ليبلغ وصف (القوي الأمين)، كما تهدف الحملة إلى التأكيد على أهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات الخاصة بالحج وصولًا إلى تحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية المكانية للمشاعر المقدسة والقضاء على ظاهرة الافتراش وتخفيض الضغط على المسجد الحرام وجسر الجمرات.
وبيّن أن الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن في عامها الرابع ستحث الحاج على التفكير من أجل مراجعة سلوكه قبل مباشرة الفريضة والنسك وصولًا إلى تغييره وذلك عبر حفز حس الواجب والمسؤولية لديه إزاء أداء الركن الخامس للإسلام فضلًا عن تحقيق مصلحة شخصية له بأداء الفريضة بيسر وسهولة ودون مشقة آمنًا ومطمئنًا، مشيرًا سموه إلى أن الحملة تحمل أيضًا الجانب التحذيري فعدم الالتزام بتعليمات وأنظمة الحج وتأدية الشعيرة إلا بتصريح يعتبر تعديًّا على الحجاج وأهداف الفريضة.
وأبان سموه أن الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن ? الحج عبادة وسلوك حضاري ? يشترك في تنفيذها وزارات وهيئات وشركات منها وزارة الحج والثقافة والإعلام والشؤون البلدية والقروية والصحة والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والتربية والتعليم والتجارة والصناعة والأمن العام والدفاع المدني والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والأمانات وأعضاء مجلس منطقة مكة المكرمة وشركات الاتصالات والخطوط الجوية السعودية وهيئة الهلال الأحمر السعودي ومؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل.
تقليص الحجاج المخالفين
من جهته نوه وزيرالحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي بما حققته حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» التي أطلقها سمو أمير منطقة مكة المكرمة قبل ثلاث سنوات، مشيرًا إلى نتائجها الايجابية في القضاء على بعض الظواهر السلبية مثل الافتراش، والحد من ظاهرة الحج بلا تصريح مما أدى إلى تقليص عدد الحجاج الذين يؤدون الحج دون الحصول على ترخيص، وأهاب بكل من يريد أداء مناسك الحج أن ينهج المنهج الصحيح فيما يتعلق بالحصول على التصريح وأن يتيح من أدى الحج الفرصة لأخيه لكي يؤدي الفريضة.
وأكد وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة ورئيس اللجنتين التحضيرية والتنفيذية لأعمال الحج الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري أن الحملة في عامها الرابع تنطلق من إستراتيجية تأصيل ثقافة البلد الحرام خلال موسمي الحج والعمرة لكل من ضيوف الرحمن ومقدمي الخدمة والمجتمع كافة.
وأشار إلى أن الحملة تتكئ على ثلاثة مرتكزات؛ الأول يتمثل في احترام المكان والحدث، والثاني في احترام الإنسان، والثالث في احترام النظام وتشمل الحملة جانبين توعوي وتحذيري الأول يركز على الإحساس بمسؤولية الحاج والمعتمر وهو يستعد لأداء الفريضة وحفزه على المبادرة لتغيير سلوكياته مؤكدة بذلك دوره كإنسان مسلم متحضر إزاء الحجاج وأداء الفريضة. وأفاد الخضيري أن الحملة ستستمر في عامها الرابع على التوالي في معالجة أهم تحديات موسم الحج ويتمثل في تأدية الفريضة بدون بتصريح، ما انعكس سلبًا على ظهور مسألة الحجاج غير النظاميين الذين بدورهم أفرزوا ما يسمى بظاهرة الافتراش، مؤكدًا أن هذا التحدي وتلك الظواهر السلبية تشكل هاجسًا لهم، وقال إنها لا تمكن القطاعات الحكومية والأهلية من أداء دورها بمستوى أفضل، مشددًا على أهمية تحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية للبينة التحتية والعلوية والمتمثلة في الطرق والتنقل والإسكان والصحة. ولفت الانتباه إلى أنه وبعد التدارس والبحث تبين أن مستوى الخدمة في السابق كان ينخفض بنسب مرتفعة تبعًا لزيادة وارتفاع عدد الحجاج، وقال إن الزيادة المفاجئة لأعداد الحجاج غير النظاميين يسبب انخفاض جودة الخدمة إلى أكثر من 50%. وأرجع الحج غير النظامي إلى عدة أسباب أبرزها ارتفاع كلفة الحج مشيرًا إلى التنسيق مع وزارة الحج الخروج بحل جذري لهذه المشكلة يتمثل في الحج المنخفض الكلفة، وشدد على أهمية متابعة المؤسسات الوهمية المنظمة لخدمات الحج والعمرة دون أن يكون لديها تصريح لمزاولة النشاط.