إخبارية عفيف – سامي محمد :
أشعل تحذير"الهيئة العامة للغذاء والدواء" من خطر الإصابة بتجلط الأوعية الدموية الوريدية جراء استخدام حبوب منع الحمل "ياسمين" موجة غضب لدى السيدات، اللائي امتعضن من سماح الجهات المختصة في المملكة بدخول أدوية تساعد على تعريض حياة المواطنات للخطر إلى داخل البلاد.
وبرأ نائب رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء لشؤون الدواء الدكتور صالح باوزير هيئته من التأخر في إطلاق التحذيرات، مؤكدا أن الهيئة حذرت من استخدام حبوب منع الحمل "ياسمين" في وقتها ودون تأخرلكون الدراسات التي كشفت تسببها في الإصابة بالجلطات لم تخرج إلا قبل أيام بسيطة.
وأفصح باوزير أن الهيئة تتفهم ردة فعل النساء الغاضبات من الإعلان المتأخر بحسب اعتقادهن، وقال "نحن لا نلوم من غضبن من تحذيرنا، لكون الناس لا تعلم كيف تقيّم الأدوية، فالدراسات التي تربط بين هرمون الياسمين، والاستخدام، وفرصة حدوث الجلطات جديدة ، لم تنشرإلا قبل أيام معدودة، والهيئة حذرت عقب الانتهاء من تقييم الدراسة".
وأبدى باوزيرانزعاجه من إطلاق الأحكام قبل معرفة حيثيات التحذيرات، كون الأدوية تخضع للدراسات بشكلٍ مستمرشبه يومي، وعلى ضوء نتائج الدراسات تصدرهيئة الغذاء والدواء تحذيراتها ، وقال "خطرالإصابة بالجلطات جراء تناول حبوب منع الحمل معروف من فترة، وليس جديدا، ولكن هرمون الياسمين يزيد النسبة أكثر من السابق، والناس يجب أن يستوعبوا أن الدواء الجديد كل يوم تخرج دراسات خاصة به، وبناءً على تلك الدراسات تصدرالهيئة التحذيرات، وعلى أساس ذلك يجب أن يتنبه الناس إلى أن التحذيرات تأتي في وقتها، وليست متأخرة حسب اعتقادهم".
وشدد باوزير على أن الهيئة لم تحذرمن عدم الاستخدام، وإنما نبهت بأن استخدام تلك الحبوب يزيد من فرصة إصابة النساء بالجلطات الدموية، لاحتوائها على مادة progestin drospirenone التي قد تسبب زيادة في نسبة البوتاسيوم في الدم، مشيراً إلى ضرورة التنبه عند ظهور أية أعراض جانبية تدل على احتمال الإصابة بالجلطات منها الألم غير العادي، واحمرار أو تورم في الساقين، والضيق المفاجئ في التنفس، أوعند الصعوبة في التنفس، أوعند السعال بغير سبب واضح، وفي حال ظهورتلك الأعراض يجب تجنب مواصلة استخدام الحبوب، إضافة إلى أن بعض النساء لديهن خطورة بالإصابة أكثر من غيرهن بالجلطات، لذلك يجب أن يتجنبن استخدام حبوب الياسمين، واللجوء إلى البدائل الأخرى لمنع الحمل وتنظيمه"، مشيرا إلى أن حبوب منع الحمل الأخرى فرص إحداثها للجلطات أقل بكثير من حبوب الياسمين.
بدورها، امتعضت أم يزيد من سماح الجهات المختصة بالسماح بدخول أدوية تسهم في تعريض حياة الناس للخطر، وقالت "كيف تسمح الجهات المختصة في المملكة بتعريض حياة المواطنات للخطر، أنا شخصياً تعرضت للعقم لمدة سنتين، وتعرضت لأمراض نسائية بسبب الحبوب التي دهورت الهورمونات بجسمي بعد أن توقفت عن تناولها".
فيما أكدت مريم أحمد أنها عانت من حبوب ياسمين ما يقارب 4 أشهر، وتركتها بسبب حالات الدوخة والغثيان التي لم تتلاش مع الاستخدام المستمركما هو مكتوب على عبوة الدواء، وتضيف أنه من المفترض وجود مختبرات متقدمة لكشف مثل تلك الأضرار التي قد تودي بحياة الكثير من السيدات.
وتصدت كل من سهى عبدالرحمن وميمونة العبدالله لتلك الحبوب، وأكدتا أن أغلب السيدات يصفن لأنفسهن حبوب منع الحمل سواء كانت "ياسمين" أو غيرها دون استشارة طبيب، وهذا يعد خطأ فادحا، من عواقبه حدوث مثل تلك الأضرار.
سهى أوضحت أنها انقطعت عن استخدام حبوب "ياسمين" لما تسببه من صداع غير محتمل لها ، وتقول إن النساء يختلفن في الأعراض الجانبية من امرأة لأخرى، بينما قالت ميمونة إنها تستخدم حبوب منع الحمل منذ زواجها وحتى الآن ولم تشعر بأية أعراض جانبية.
من جانبه، أكد المحامي والمستشار القانوني خالد البابطين أن مسؤولية استخدام أدوية محذرمنها تختلف من حالة لأخرى، حيث تقع في بعض الأحيان على عاتق الأجهزة المختصة ، وعلى الطبيب في حين آخر، وعلى محلات الصيدلة في أحيان كثيرة.
وبيّن أن المرأة تتحمل مسؤولية ما تتعرض له بسبب الأدوية، لكونها وصفت الدواء لنفسها دون أخذ مشورة الطبيب، وامتعض من عدم وجود آلية في صرف الدواء بوصفات طبية في الصيدليات، وعدم سن قانون يحظر بيع الأدوية دون وصفة من طبيب، لكون ذلك سيحد من تناول الأدوية دون المشورة. الأمر الذي سيحد من الإصابة بالأعراض الصحية الناجمة عن تناول الأدوية.
وشدد البابطين على أن إصابة المرأة بمكروه جراء أدوية وصفت لها من قبل الطبيب تعرض الأخير للمساءلة القانونية، خصوصاً أن الأطباء على علم ودراية بكافة الأبحاث الخاصة بالأدوية.